الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

سوسنة اسمها القدس، نازك الملائكة

الـــــــــــــــــــمُدَوِنَـــــــــــــــة:َ ً ُ ِ ٍ ْ ُ ْ َ ٍ
ومِن حَديِقَة الصّلاةُ والثّورَة لنازك الملائكَة اختَرْتُ لَكُم:

} سَـــــوْسَــــــــنَةُ اسْمَـــــهَا الْقــــــُدْسَ {

اذا مَاعَوِيلُ رِيَاحَ الَمنَايَا
غَدًا مَرّ يَمْحُو صَدَى عُمْرِنَا
وَصَيَّرنَا الْمَوْتَ مَائِدَةَ الدُود
وَاسْتَنْبَتَ الْعَوْسَجَ فيِ شَفَتَيْنَا وَفي شَعرنَا
وَسَافَرَ طُوفَانَهُ فيٍ شَوَاطئِنَا الْخُضْر
غَلْغَلَ مَسْرَاه فيِ جُزُرِنَا
اذَا نَحْنُ مُتْنَا وَحَاسَبَنَا اللّهُ:
قَالَ:ألَمْ اعْطِكُمْ مَوْطنَا؟
أمَا كَانَتْ رَقْرَقَتَ فيهِ الْمَيَاه مرَايَا؟
وَحَلّيتُهُ بالْكَوَاكِبَ ؟ زَيّنْتُهَ بالصّبَايَا؟
وعَرَّشتُ فيه الْعَنَاقِيدَ ، بعْثَرْتُ فيِه الثَمَرْ؟
وَلَوّنْتُ حَتّي الْحَجَرْ؟
أمَا كُنْتُ أنْهَضْتُ فِيهِ الَذّرَى وَالْجِبَالْ؟
وَغَلّفْتُ وِدْيَانَهُ بالشّجَرْ؟
امَا كُنْتُ فَجَرْتُ فِيه الْيَنَابِيعَ،كَلْلَلْتَهُ سَوْسَنَا؟
سَكَبْتُ التّألُقَ والإخْضِرَارَ عَلى الْمُنْحَنَى؟
جَعَلْتُ الثّري عَابِقَا لَيّنَا ؟
أمَا كُنْتُ ضوّأتُ بِالأنْجمَ المُنْحَدَرْ؟
وَفي ظُلُمَاتِ لَيَاليِكمو،أما قَدْ زَرَعْتُ القَمَرْ؟
فَمَاذَا صَنَعْتُم بهِ؟ بالرَّوابي ؟ بذَاكَ الجَنَى؟
بمَا فيهِ مِنْ سكّرٍ وَسَنَا؟
************
سَيَسْألنَا الله يَومًا ، فَمَاذَا نَقُولْ؟
نَعَمْ! قَدْ مُنِحْنَا الذرى وَالسّوَاقِي َومَجْد التلول
َوهَدْب النّجُومْ، وَشَعْر الحُقُولْ
َولَكِنَنَا لَم نَصُنْهَا
َولَمْ نَدفَعْ الرّيحَ وَالَموْتَ عَنْهَا
َفبَاتَتْ كَزَنْبقةٍ في هَدِيرِ السّيُولْ
نَعَمْ! وَدَفَعْنَا بِأقْمَارِهَا للأفول
وَقَامَرَ جِهَالنا بالضُّحَى،
بالرّبَى،
بالسّهُول
بِسَوْسَنَةٍ اسْمُهَا الْقُدْسَ، نَامَتْ عَلَى سَاقيه
الي جَانِبْ الرَّابِيَه
وَفَوْقَ ثَرَاهَا انْحَنَتْ دَاليه
وتُمْطِرُ فِيهَا السّمَاءَ خُشُوعًا، تُصَليّ الفُصُول
وَيَرْكَع سُنْبُلهَا، تَتَهَجَد فيهَا الْحُقُول
وعَبْرَ مَسَاجِدَهَا الْعَنْبريةَ اسْرَى الرَّسُول.
فَمَاذا صَنَعْنَا بوَرْدَتِنَا النَّاصِعَة؟
********
الَهي تَعْلَمْ أَنْتَ، وَنَعْلَم، مَاذَا صَنَعنَا
بَوَرْدَتِنَا، قَد نَزَعْنَا،نَزَعْنَا
ورَيقَاتهَا وَدَلَقْنَا شَذَاهاَ الَخجُول
وَهَبْنَا صِبَاهَا لأذْرعْ غُول
لأشْدَاق عَقْرَبَةٍ جَائِعَه
فََكَيْفَ الَيْهَا الُوصُول
وَنَخْشَي غَدًا أَن يَجِيءُ الضَّبَابَ،
وَلَيْلَ الضَّبَابَ يَطُولْ
وَيَفْصِل مَابَيْن أقْدَامِنَا الوُصُول
وقَد تَمْتَطى عُصُور الضَّباَبَ بِنَا، وَتَزُول
كَواكِبُنَا ثُم تَأتِي السّيوُل
وتَجْرِفُ شَتَلاتنا، وتطول
ظِلالَ الكَآبَة نَغْرَقُ في غَمَرَاتِ الذّهُول
وتَأتِى الرّيَاح وَتمسح جَنَتَنَا الضَّائِعَة
وتَخْبُوا امَانِينَا وامْتِدَادَاتِها الشّاسعَة
ويطوي الذّبُول
سَنَابِلنا رَب عَفوك،مَاذَا نَقُولْ
وفي عتَابَاتِكَ كَيْفَ تَرَى سَيَكُون المُثول؟
فأنَتَ مَنَحْتَ الجَنَاحَ الطّلِيقَ، ونحنُ اخْتَرَعْنَا القُيُودَ
وَهَبْتَ لنَا القُدْسَـــــــــــ أَنْتَ، وَنَحْنُ
دَفَعْنَا بِها لليَهُودَ
دَفَعْنَا بِهَا يَا إلهي، نَعَمْ،
دَفَعْنِا بِهَا لليَهُودْ.
14-5-1973
http://ame1993.maktoobblog.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق