الخميس، 13 أغسطس 2009

ما اعسر ان نحيا




في ظهيرة (ثلاثاء) اشتدت حرارته وبينما كنت في طريق عودتي من المدرسة ، قررت ان اختصر المسافة بالتوجه من طريق اخري لا احبها ، فكل انثي لاتخلي من لعنة التشاؤوم من شيء، على كل قررت ان اعبر وبينما انا اكسر زاوية حادة رأيت فتاتين كانت كالزهور الربيعية، يرتدين ثياب المدرسة وقد كانت اعمارهن( كما احسست) تتراوح بين التسع والعشر سنوات، ولحبي المتراكم لايام الطفولة قررت ان اذهب للفتاتين ولا ادري بما سأخطابهن، وبين لحظة واخري وجدت الحنين لهن ساقني دون اذن من قدماي التي زحفت كالجيش المرغم على الحرب، مسكت يد احدهما وقد بادت مما تصنع وهو مالا اعلمه انا…!! سألت الفتاة في أي صف، فضحكت في بداية الامر وادنت من صديقتها التي همست في اذنها …ولا ادري الان ماقلته لها….! وبعد هذه الهمسة سرعان ماتبدل وجه الفتاة الضاحك الي وجه عابس وكئيب، فسألتها مابال ضحتك غادرت، فقالت لي بنوع من القسوة عرفتك ايتها الصحفية اتركيني وشأني.. فقلت لها انا لن اضربك فقط ما اردته منك هو اخباري في اي صف تدرسين، اجابة بنوع من المجاملة في الصف الثالث وبدأت تتلو علي اسباب تأخرها في الدراسة وانا اصغي اليها قالت عبارة ذكرتني بابراهيم الكوني في وقت حقيقة لاتنفع فيه الذكرى حيث قالت، وما اعسر ان نحيا،،،! وهنا وقفت وصوت الفتاة في اذني قد احدث ضجيج مرعب فالفرق بين الفتاة والكوني 50 عاما من العمر والثقافه والعناء،،
وهنا بحسرتي اتساءل هل من الطبيعي ان تسرق الطفولة وتستبدل بخمسون عاما من تجارب الحياة التي صبغ جلها بلون القطران وطعم العلقم للوصول الى النجاح العالمي بالنسبة للكاتب،،وللوصول للقمة العيش بالنسبة للفتاة.
أواه عليك طفولة سرقت،،،
من زمن الوهن سنين اقتبست لتلصق فوق جبين بريء أشعث..
والان سأعود الى البيت لان الحر اشتد،، والزمن قد نهب رغد الحياة في مقتبل العمر.
ولا انسي ان اخبركم ان اردتم معرفة اسباب تأخر الطفلة فابلغوني وان استنتجتموها
فلأن الامر لايقبل احتمالات شتي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق